الخط العربي في العصر الفاطمي
كان للخط العربي أهمية كبيرة في العصر الفاطمي، حيث استخدمه المصريون على نطاق واسع في تزيين العديد من المعالم البارزة. فقد زينوا به القباب والمآذن والأروقة، بالإضافة إلى قصور الخلفاء وأضرحة العلماء. كما امتد استخدامه ليشمل واجهات الحمامات العامة، مضامير سباق الخيل، السجون، والمكتبات العامة.
وخلال هذه الفترة ظهر في مصر نوعان من الخطوط المميزة
هما “الخط الكوفي الفاطمي” و”الخط الفاطمي”، وكل منهما اتسم بهوية وطابع فريد يميزه عن غيره من الخطوط العربية.
ابتكار قلم الحبر السائل في العصر الفاطمي
شهد العصر الفاطمي نهضة ثقافية شاملة، وكان للخط العربي دور كبير في هذه النهضة، حيث ازدهرت صناعة الكتب وتجليدها وتزيينها. كانت الكتب تتداول بشكل واسع، وكان للعلماء والمثقفين دور كبير في هذا الازدهار.
تم اختراع قلم الحبر السائل لأول مرة على يد المخترع ابن صاعد الرحبي
الذي أهداه للخليفة الفاطمي. كان القلم يحتوي على خزان صغير للحبر وريشة دقيقة، وهو ابتكار فريد في ذلك الوقت. على الرغم من ذلك، لم يُعتمد هذا الاختراع بشكل تجاري أو يتم تصنيعه على نطاق واسع للجمهور، وذلك بسبب توافر مجموعة من الأقلام الدقيقة التي كانت تُستخدم لكتابة المصاحف الصغيرة التي يمكن حملها في الجيب، إذ كانت ريشة بعض هذه الأقلام دقيقة للغاية، تصل إلى جزء من عشرة من السنتيمتر.
ذروة التألق الثقافي في عهد المعز لدين الله الفاطمي
امتدت فترة الخلافة الفاطمية لأكثر من مئتي عام، وبلغت ذروتها الثقافية في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، الذي كان من أوائل الذين استخدموا قلم الحبر السائل، مما يعكس حرص الفاطميين على تبني الابتكارات والمستجدات في مجالات الثقافة والكتابة.
وفي المجمل، كان الخط العربي في العصر الفاطمي أكثر من مجرد وسيلة للكتابة، بل كان فناً يعكس التقدم الثقافي والحضاري الذي شهدته الدولة الفاطمية، حيث استخدم لتزيين وتجميل المباني والمعالم الكبرى، مما أضفى على العمارة في ذلك العصر لمسة جمالية فريدة تعبر عن ازدهار تلك الحقبة.