في عصر الدولة العثمانية
انتقلت مهارات الخط العثماني كتراث من مدرسة تبريز، والتي ازدهرت في فن الخط وصناعة الكتاب، بما في ذلك إنتاج الورق والخط والزخرفة والتجليد والرسوم والتذهيب وغيرها. تم تحقيق هذا التفوق بفضل الأساتذة الإيرانيين، وأصبح العثمانيون مدرسة مستقلة مشهورة في فن الخط الثلث. وحتى اليوم، يُعرف العديد من الخطاطين التركيين بإبداعهم في كتابة المصاحف التي يتم عرضها في المتاحف التركية، وخاصة في متحف الأوقاف في اسطنبول. وقد أضافوا للخط العثماني زخرفةً وتجليدًا أنيقًا.
وزيَّن الخطاطون المساجد بخطوطهم الرائعة والزخارف الجميلة لكي يحصلوا على فرص عمل مرموقة ورواتب عالية في العاصمة.
في نهاية الخلافة العثمانية، ظهرت جموع من الخطاطين الذين اشتهروا في العالم الإسلامي وتركوا لنا لوحات جميلة وخالدة.
ومنهم :
الخطاط الشيخ حمد الله الأماسي الذي يعتبر إمام الخطاطين الأتراك.
الخطاط الحافظ عثمان.
الخطاط يوسف رسا.
يمكن اعتبار عصر الدولة العثمانية فترة ذهبية للخط العربي لعدة أسباب
- الدولة العثمانية كانت إمبراطورية ضخمة بمساحة واسعة، وقد جمعت تحت رايتها العديد من الجنسيات المختلفة تحت مظلة الإسلام.
- حكمت لمدة تقرب من 600 سنة وهي مدة طويلة جدا.
- كان الرسم البشري والحيواني محظورًا في الدولة العثمانية، لذا تم تشجيع الزخارف والخطوط والنقوش بدلاً من التصوير.
- قدّم الخلفاء في العصر العثماني دعمًا وتشجيعًا كبيرًا للأدباء والعلماء والمبدعين، حيث أسدوا لهم المنح والهِبات المختلفة وقربوهم إلى أنفسهم في عاصمة الخلافة. حتى بعضهم قام بتلقّي التدريب على يدي الخطاطين، ليكتسبوا منهم مبادئ الخط العربي.
- كان راتب خطاط السلطان في الشهر مقداره أربعمئة ليرة ذهبية.
- وصل الأتراك آنذاك إلى مرحلة ترف فاقت الحدود، حيث بدأوا في إضافة النقوش والرسوم والزخارف بمبالغ ضخمة في قصورهم.
- بفضل تقدير الدولة للخطاطين وكرمها في منحهم الهدايا، تمكنوا من ابتكار خطوط جديدة مثل الرقعة والديواني وغيرها.
**الخطاطون الأتراك: رواد الفن والإبداع في الخط العربي**
اشتهرت تركيا بمجموعة من الخطاطين البارزين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الخط العربي، ولا تزال أسماؤهم تتردد في أوساط الفن والإبداع. من بين هؤلاء الخطاطين: سامي أفندي، عبد الله الزهدي، إبراهيم علاء الدين، مصطفى نظيف، حامد الأمدي، حقي، محمد أمين، مصطفى راقم، إسماعيل زهدي (شقيق الخطاط راقم)، مصطفى عزت، محمد شوقي، أحمد كامل، محمود ياز، وعبد العزيز الرفاعي، بالإضافة إلى آخرين.
أظهر هؤلاء الفنانون مهاراتهم المميزة في إتقان الخطوط العربية التقليدية، وابتكروا خلال مسيرتهم أشكالاً جديدة أسهمت في تطوير هذا الفن العريق. تاريخ الخط العربي سيظل دائمًا يذكر بفخر وإعجاب الإسهامات الفنية القيمة التي قدمها الخطاطون الأتراك على مر السنين.




