بعد سقوط الدولة الفاطمية
واستيلاء الأيوبيين على القاهرة، شهدت فترة حكمهم تطورًا في استخدام الخط العربي، خاصةً خط الثلث الذي أصبح يُعرف في بعض الأحيان باسم “الخط الأيوبي”.
كان لهذا الخط مكانة بارزة في تزيين المنشآت الدينية والتعليمية
مثل أبواب المدارس والمساجد الكبرى ودور القرآن. ومن سماته الرئيسية أنه جمع بين الجمال والدقة، مما جعله مثاليًا لاستخدامه في هذه المباني المهمة.
تراجع الخط الكوفي وظهور الخطوط المستديرة في العمارة الأيوبية
في نفس الفترة، بدأ الخط الكوفي، الذي كان في السابق الأكثر استخدامًا في التزيينات المعمارية، يفقد مكانته لصالح الخطوط المستديرة. استخدمت هذه الخطوط المستديرة بشكل متزايد في تزيين المباني والقصور الأيوبية، مما يعكس تحولًا في الذوق الفني والزخرفي.
مع وصول المماليك إلى السلطة
أعادوا إحياء الخط الكوفي كعنصر زخرفي رئيسي في فنون العمارة. استخدم هذا الخط بشكل واسع لتزيين المساجد، المدارس، والمخانق، وكان يعكس فخامة ودقة العمارة المملوكية. بالإضافة إلى ذلك، قام المماليك بتطوير خط الثلث والثلثين واستخدموه في تدوين السجلات والوثائق الرسمية، وهو استلهام واضح من النظام الذي كان معمولًا به في العصر العباسي. امتدت استخدامات هذه الخطوط لتزيين المساجد والآثار المملوكية البارزة، وكان مسجد السلطان حسن أحد أروع الأمثلة على دمج هذه الخطوط في الفن المعماري والزخرفي، حيث يعكس تطورًا في أسلوب الكتابة والزخرفة خلال تلك الفترة.
تحول الخط العربي بين الأيوبيين والمماليك
يشكل هذا التحول في استخدام الخطوط العربية بين الأيوبيين والمماليك جزءًا مهمًا من تطور فن الخط العربي وتاريخه، حيث تمزج بين الجمال الفني والدقة الوظيفية، وكانت انعكاسًا للفترات التاريخية المتنوعة وتأثيراتها الثقافية المختلفة.