“فتح الهند وانتشار الخط العربي “
في عام 94 هـ، قاد محمد بن القاسم جيشه لاقتحام الهند، مما أدى إلى دخول الإسلام الى المنطقة وانتشار الخط العربي. أصبحت السند ولاية إسلامية، وامتد التأثير الإسلامي إلى البنجاب. لاحقًا، استقر الوضع بعد الفتوحات المتتابعة، لا سيما بعد فتح السلطان سبكتكين الغزنوي، الذي عزز سيطرته على المنطقة. وفي عام 376 هـ، ولد محمود الغزنوي الذي لعب دورًا محوريًا في توسيع الفتوحات الإسلامية في الهند، ما ساهم في تعزيز حضور الإسلام والخط العربي في شبه القارة الهندية.
“أقدم النقوش العربية في الهند وانتشار الخط الكوفي”
يرتبط تاريخ أقدم الخطوط العربية في الهند ببداية دخول المسلمين إلى السند. يعود أقدم نقش تم العثور عليه في الهند إلى المسجد الجامع في “بمهور”، ويُعد من أقدم الأمثلة المنقوشة بالخط العربي على الحجر في العصور الإسلامية. كُتب هذا النقش بالخط الكوفي، الذي كان خاليًا من الشكل والإعجام، مع مراعاة القواعد الفنية والمقومات التشكيلية المميزة لهذا الخط. هذا يدل على نضوج فن الكتابة العربية في تلك الفترة. ومع مرور الزمن انتشرت أشكال أخرى من الخطوط العربية في المنطقة.
“تفاوض الهند مع المغول وازدهار الفنون الإسلامية في عهد محمد شاه”
في عام 697 هـ، قامت قوات المغول بقيادة جنكيز خان بغزو الهند. إلا أن أسرة محمد شاه تمكنت من التفاوض مع المغول من خلال تقديم الهدايا والأموال، مما دفع المغول للتراجع عن الحكم. ازدهرت الهند تحت حكم محمد شاه، واعتنق العديد من الهنود الإسلام. خلال عهده، شهدت الفنون الإسلامية تطورًا ملحوظًا، خاصة في مجالات الخطوط والزخارف، نظرًا لشغفه الكبير بالفنون. أسس معهدًا فنيًا شارك فيه عدد كبير من الفنانين. خلفه ابنه جهانكير في عام 1014 هـ، الذي كان هو الآخر فنانًا يهتم بالزخرفة ويمارسها بنفسه.
“تطور العمارة الإسلامية في عهد محمد شاه وجهانكير”
إلى جانب ازدهار الفنون والزخارف، شهدت العمارة الإسلامية في الهند خلال عهد محمد شاه وابنه جهانكير تطورًا كبيرًا. تأثرت المباني الدينية والقصور الملكية بالتصاميم الإسلامية المميزة، مع التركيز على استخدام الخطوط العربية والزخارف الهندسية والنباتية. كانت هذه الفترة شاهدة على بناء العديد من المساجد والمقامات التي عكست تطور الفن المعماري في الهند الإسلامية. العالم المعماري والهندسي شهد تطورًا غير مسبوق بفضل المعهد الفني الذي أسسه محمد شاه، والذي استمر تأثيره خلال حكم ابنه جهانكير، الذي شجع على استمرار هذا النهج الفني الفريد.
